رئيس التحرير Admin
المساهمات : 78 تاريخ التسجيل : 23/01/2009 العمر : 64
| موضوع: نأكل لحم الحريم ، ونحتفل بيوم المرأة العالمي الأحد مارس 08, 2009 4:52 pm | |
| نأكل لحم الحريم ، ونحتفل بيوم المرأة العالمي للعلم فإن الحكومات عندما تختار "دزينة" من النساء في عضويتها ، فهي لم تفكر يوما بأن تلك هي إحدى القيم المجتمعية والتقدير للدور الريادي الذي تلعبه المرأة ، بل هو تماشيا مع الرؤى الغربية التي لا تطالب بالإصلاح السياسي بقدر ما تطالب باختراق المرأة للكواليس الذكورية ، وان تسقط لوحة الموناليزا على رأس الميكافيللية الرجولية ، ولو تذكرنا أول منصب رسمي رفيع تقلدته امرأة لعرفنا حينها كيف يتعاطى الرأي الرسمي مع قضايا المرأة .
المرأة لم تكن هي الأصل في هذه الدنيا ، ولكنها كانت ولم تزل على مر الأزل هي الحاضنة للإنسياب البشري عبر التاريخ وهي وعاء الحنان والدفء الذي يملأ حياة الإنسان ، وهذا الأمر لا يحتاج فصاحة ، فالله تعالى حينما خلق المرأة من ضلع رجل ساوى بينهما في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالقضايا الإنسانية والحقوق البشرية ، وخفف عليها في الواجبات ، وبناها بأحسن بنية قد تراها عين بشر ، وتبقى الأمور الثانوية ، مسائل تحتمل الخطأ أو الصواب ، وللجميع فيها رأي ورؤية قد تلتقي وقد تتنافر .
اليوم لم تعد المرأة مجرد ألة تفريخ ، وفراش استمتاع ، وقطعة حلوى يشتهيها المشتهي ، بل هي تحاول خطأ ان تبعد عن نفسها هذه التهم ، ومع ذلك فإن علاقتها مع الرجل ، علاقة الإنسان بظله ، إن هرب الإنس لحقه الظل ، وإن حاول اللحاق بظله لن يستطع ، وهكذا دواليك ، يتخاصمان لحظة ، ويتعانقان لحظات .. وتبقى النساء المغفلات يهرفن بقضايا تجعل الرجل ينفر منهن ، وخاصة ممن يحاولن أن يكوّن تجمعات على أساس اللطم والنواح وحقوق المرأة وألحقن بهن الطفل أيضا .. والمشكلة إن معظمهن ممن نشزن عن المجتمع الذكوري ، ونأين بأنفسهن عن الزواج والأزواج ، وتبوأن مناصب لم يستطع ملايين الأردنيين من الحصول عليها ، وفتحن صالونات السياسة واستيراد القوانين الشخصية دون الخضوع لجمارك التاريخ ولا ضريبة التقاليد الدينية والمجتمعية .
المرأة هي أمنا وهي أختنا ، وهي أغلى من كثير منا نحن الرجال الذين ننتفخ كالطواويس حين نسرد سيرنا وحكاياتنا ، وهن زوجات الرجال ، وأصدق الناس في معاشرة الزوج والحنو عليه ، والمحافظة على بيته وماله ، والمساعد المخلص له في تحمل أعباء الحياة التي أصبحت تدفع الى البكاء ، خاصة مع سحاب الفقر الممطر ليل نهار فوق رؤوس البشر .. ( ...) ولا تزال كثير من المؤسسات المجتمعية تبحث عن إبراز البون الشاسع ما بين الذكر والإنثى ، مع إن الله تعالى لم يفرق بينهم في الأصل ، وفرق الإنسان !
لقد ورد ذكر نساء كثيرات في القرآن الكريم وهن خير نساء العالمين وإن تك سيدتنا مريم العذراء سلام الله عليها سيدة التاريخ القديم ووالدة سيدنا المسيح عيسى ابن مريم ، فإن في قصتها وسيرتها فضل كبير قدمته بتضحية الشرف الرفيع ، لتغير بمولودها وجه التاريخ وليكون طفلها آية من آيات الله جاء رحمة وخلاص للبشر حينذاك من بطش وظلم البشر من جبابرة بني إسرائيل ، ولقيمة تلك المرأة فقد حمل القرآن الكريم سورة بإسمها " سورة مريم " .. كما أشار الله في كتابه الى نساء فاضلات غيرها كآسيا امرأة فرعون ، وامرأة نوح ، وزوجات ابراهيم ونساء النبي عليهم السلام ، وجاءت سورة كاملة شاملة تضع الموازين للعلاقات مع النساء وتضع قانون المواريث وحقوق النساء ، كما حمل القرآن سورة النساء أيضا ، لما للنساء من فضل .
اليوم نلهث وراء أيام عجاف قررها من لم يسمحوا للنساء بأن يكن بشرا ذوي حقوق كاملة حتى عهد قريب ، ليأتي يوم المرأة العالمي ، الأشبه بيوم الأم ويوم الحب ويوم العمال ويوم التفاهات .. وكأن أولئك ليسوا سوى شواهد مناسبة نتذكرها يوما في السنة ، فهل هذا هو المبدأ للتعامل مع الآخر ؟ .. وهل هكذا تستقيم الأمور .. لا أحسبها هكذا فالعمر أيام ليس من حق أحد أن يختصرها بيوم ، والتكريم يجب أن يكون دوما وليس يوما في السنة .
هنا لن أتوقف أكثر مع هذه الإحتفالية التي نؤكد على ترسيخها بشكل يومي إهتماما بالمرأة التي توازي الرجل بانجازها وعملها وتفكيرها ، ونؤكد على أهمية حق المرأة أن تكون المخلوق الجميل الوديع الذي يخترق النفس ، ويجبرها على الهدوء ، وليس بجديد إن تذكرت مناصب رفيعة تولتها المرأة في بلدنا ، وفي بلاد أخرى ، ولكن الفرق إن هناك مناصب أو مواقع تخرج المرأة من أنوثتها ، وهناك نساء يحببن أن ينعتقن من جلودهن الناعمة ، ليصبحن أخشن من الرجال تعاملا وموقفا ، والنفس تأنس ما اعتادت عليه ، فيتمردن على أنوثتهن ورمزيتهن كنصف آخر في هذه الحياة .
كما إنني لن أدعو الى رفع لافتة تحمل جملة " الرجال يطالبون بالمساواة " لأن كثرة الحديث عن حقوق المرأة جعلنا نظن إن الواجب اليومي للرجل العربي هو قتل واستعباد المرأة ، وإن كانت قضايا العرض ، أو ما يسمى جهلا بقضايا الشرف ، هي محور عمل كثير من المؤسسات الحقوقية فإن القائمين عليها من النساء ايضا يتاجرن بقضايا المرأة ويهولن الموقف ، ولو درسنا القضية لوجدناها باختصار ، سوء تربية وجاهلية مجتمع ، لا أكثر .
كان الأحرى بالعالم المتمدن ، والعالم العربي ، والعالم الأردني ، ونساء البلد أن يقدن مظاهرات عارمة ، ويعتصمن أمام وزارات السياحة والصناعة والتجارة والداخلية ، لوقف الاتجار بالنساء اللواتي يستعرضن بالملابس الداخلية ، أمام عيون الرجال المتوحشة ، فلماذا تعتمد الملاهي الليلية والبارات والمراقص والمحلات السياحية على النساء من ذوات اللحوم المكتنزة ، والملابس الفاضحة لاستحلاب نقود الزبائن من جيوبهم ، ولماذا يتم تسليع المرأة في البرامج الترويجية ، ولماذا تمتلئ الفضائيات الراقصة بالنساء الدائخات رقصا وتمايلا وعريا ، وغناءا بلغة الجسد وهز الوسط ؟ ولماذا تقبل المرأة أن تجعل من نفسها بضاعة تباع وتشترى ؟!
المرأة هي من تحافظ على كرامتها ، وفاقد الشيء لا يعطيه ، ولو امتنعت النساء عن كثير من الأعمال التي تحط من شأنها ، لحافظت على قيمتها الإنسانية ، في قصر كرامتها حتى ولو كانت تسكن في خيمة أو كهف مهجور ..
فكثير من الرجال يأكلون ليلا لحوم نساءهم نهما ، وفي الصباح يطعموهن ألوان العذاب المعنوي والمادي ، ويخرجون علينا بين الفينة والأخرى ليتحدثوا عن حق المرأة ..فأي حق بالضبط ذاك الذي عنه تتحدثون ، إذا كان معظم الأزواج هم آباء مثاليون وأزواج سيئون .. حتى الحب جعلناه بضاعة قد لا يستطيع شراءها الكثير من فقراء المشاعر .
في يوم المرأة العالمي .. أيها النساء عدن الى رشدكن ، وقرنّ في بيوتكن ، وتجملن حتى لا تتركن جمالا إلا هو حكر لكن ، ولا تغسلن الحناء عن أقدامكن ، واتركن هؤلاء الرجال يحرثون البر والبحر ، ليجمعوا رزقا ويحملوا نكد الدنيا على أعتاقهم ، ليعودوا لكن بما تحتجن من غذاء ، أما غذاء الروح فأنتن من تصنعنه أكنتن عاملات أو أميرات بيوتكن ، ولتحيا البطالة ، فهي مؤنث ، والعمل مذكر .
ختاما قبلة على جبين كل امرأة فاضلة ،أم أو زوجة ، أخت و إبنة ، أو حبيبة وقف القمر على نافذتها معاندا تعاقب الليل والنهار ، منتظرا أن تستيقظ من غفوتها لتنظر لغريمها وتقرأ على صفحته جملة تقول : كل صباح وأنت بخير ..
Royal430@hotmail.com
فايز الفايز | |
|