آنتنياهو: أنابوليس "نكتة"، والدولة الفلسطينية على 50% من الضفة
مال شحادة-
في أعقاب وقف جهود رئيس الحكومة الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة حزب كاديما، كُشف ان خلافه مع زعيمة الحزب تسيبي لفني لا يقتصر على مجرد رفضه الاعلان عن موافقته على مبدا اقامة "دولتين لشعبين"، بل تبيّن ان نتنياهو يؤيد قيام دولة فلسطينية بدون سيادة وعلى 50% من أراضي الضفة الغربية وهي المناطق المفتوحة في غور الأردن ومنطقة الخليل والتي تشكل شريطًا أمنيًا شرقيًا هامًا.
ووفق نتنياهو فإن ما تريده لفني في مفاوضاتها مع الفلسطينيين وفق مبدأ دولتين لشعبين يشكّل تهديدًا لإسرائيل، وبرأيه: "في إطار الحل الدائم سيحصل الفلسطينيون على الصلاحيات التي تمكنهم من إدارة مجرى حياتهم... وأنا لست منغلقًا، وإنّما أعتزم مواصلة دفع العملية السياسية مع الفلسطينيين. لكن إذا كانت لديهم سيادة كاملة فإن من شأن ذلك أن يشكل خطرًا على أمن إسرائيل".
وفي تفاصيل الخلاف بين نتنياهو ولفني فقد اعتبر رئيس الحكومة المكلف أن حق الفلسطينيين بإدارة دولة كمن يخلق دولة موالية وحليفة لدول معادية لإسرائيل. وكان نتنياهو قد تساءل امام لفني: "هل توافقين أن تكون لدى الفلسطينيين صلاحيات مثل سيطرة كاملة على المجال الجوي وإنشاء جيش وإبرام أحلاف مع دول أخرى، مثل إيران، أو السيطرة على المعابر، الأمر الذي يسمح بدخول أسلحة؟"، ويضع نتنياهو أسبابًا أخرى "تكتيكية" لمعارضة قيام دولة فلسطينية، ويعتبر أن دولة فلسطينية يجب أن تكون جزءًا من المفاوضات، "وليس تنازلاً إسرائيليًا مسبقًا".
ويعتبر نتنياهو عملية أنابوليس "نكتة"، ويرى أنه يحظّر على إسرائيل الاقتراح مسبقًا تنفيذ انسحاب كامل تقريبًا من الضفة الغربية، بادعاء أنها "لن تحقق شيئًا من ذلك وإنّما تشجع الفلسطينيين على المطالبة بأمور أخرى". ونقلت صحيفة "هآرتس" على لسان نتنياهو في جلسات مغلقة انه لا يعارض أن يكون لدى الفلسطينيين، في إطار الحل الدائم، صلاحيات في مجال العلاقات الخارجية، مثل سفارات وعلاقات دبلوماسية مع أي دولة يريدون إقامة علاقات معها، لكنه يمتنع عن استخدام كلمة "دولة" لأنها تعني "سيادة" وتشمل صلاحيات أمنية.
وإزاء هذه المواقف التي يطرحها نتنياهو يتوقع أن تبرز الخلافات حول العملية السياسية بين إسرائيل والولايات المتحدة، خلال زيارة وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، إلى إسرائيل، الاثنين، التي قالت في تصريحات خلال نهاية الأسبوع الماضي إن الإدارة الأميركية "ما زالت ملتزمة بحل الدولتين للشعبين وسأؤكد على ذلك خلال محادثاتي في إسرائيل